أحمد يوسف التاي يكتب: أحموا هذه المضغة ليصلح سائر جسد الدولة
(1)
سنوات التيه التي عاشها السودانيون بلا دولة، كانت كفيلة باستمطار اليأس والإحباط على السواد الأعظم من أهل السودان، وذلك بسبب غياب الدولة وتقاعسها عن أهم وظائفها، وضياع هيبتها، ونتيجة لهذا الغياب القسري تمددت الفوضى وانتشرت كما النار في الهشيم، تلك الفوضى التي فرخت البؤس وعمت بسوئها الأرجاء ولم يسلم منها مجال من المجالات، تجدها حاضرة في التعليم ، ومجالات الخدمات، ودواوين الدولة المختلفة وفي الإعلام الذي تحول إلى مسخ مشوه في بعض (المناطق الرمادية) ومدت اذرعها لتنال من المنظومة العدلية التي نعتبرها المُضغة التي إذا صلحت صلح سائر جسد الدولة ، وإذا فسدت فسد سائر جسد الدولة…الله الله في المنظومة العدلية.
(2)
غياب الدولة وانتقاص هيبتها، وضعضعة ثقة المواطن فيها خلال الفترة الماضية، اوجد تلالا من الإحباط، واليأس واعطى انطباعا لدي المواطن بأن لا أمل في دولة القانون والعدل، ولا أمل في دولة المؤسسات…لكن هل يستسلم الناس لهذا الإحباط ويحنوا رقابهم لليأس الذي استشرى وتجبر؟؟؟…
(3)
هذا الإحباط الذي اوجدته حالة اللادولة والفراغ الدستوري وغياب الردع القانوني وجنوح البعض لأخذ القانون باليد، هذا الأمر يحتاج إلى ثورة تعيد توازن الدولة وهيبتها ..ثورة تطرد اليأس والإحباط وتعيد الثقة في مؤسسات الدولة خاصة العدلية..ثورة تبشر بالتحول الديمقراطي ودولة المؤسسات و القانون وتحاصر بؤر الفساد التي تحاول إفساد كل شيء.
(4)
ليست هناك حاجة إلى تشريعات جديدة لمحاربة الفساد الفردي والمنظم ، فهناك ارتالا من كتب القوانين والتشريعات التي ران عليها غبار النسيان والتغافل، ما نحتاجة فقط تعزيز قوانين محاربة الفساد الموجودة على الارفف، وتطبيقها بصرامة وبلا رحمة، وفوق كل ذلك حماية المنظومة العدلية بكاملها من أي تأثير ونفوذ سياسي أو أي تدخل خارجي، وذلك للمحافظة على هذه المضغة المهمة والحساسة جدا…. اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.