جعفر عباس يكتب : شوية غزل

صرت خلال السنوات الأخيرة مقتنعاً بأنني شخص جميل ووسيم ومليح وحلو التقاطيع! وبأن مهند التركي راح فيها، وقد يجعلك كلامي هذا تلقي نظرة على صورتي وتقول إن القرد في عين نفسه غزال! وقد تراني قبيحاً: عيون على “قد حال”، تجعلك تحسبني صينيا لولا لون البشرة، وأنف كثير التعريجات والمطبات، وبشرة “سوداء”، ولكن رأيك لا يهمني، طالما أنا جميل في نظر نفسي.

بحكم طبيعة عملي ظللت التقي على مرِّ سنين عديدة بأشهر “نجمات” التلفزيون. وخلال عملي في تلفزيون بي بي سي في لندن كنت التقي كثيرا بممثلات ومطربات شهيرات كاسيات عاريات ولا أعيرهن التفاتة، بل لا أعطي أيا منهن الإحساس بأنها تتفوق عليّ لأن خصرها نحيل وخدها أسيل وعينها كحيل وشعرها يتهادى ناعماً كالحنان وطويلا كنظرات المتطفلين! من تكون أنجلينا جولي المعصعصة مقارنة بجعفر عباس؟ كوندوليسا رايس وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأسبق ما زالت من العوانس بينما جعفر أبو العبابس، متزوج مزمن وما زالت ألف من تتمناه ولكنه لا “يعبرهن”
ليس معنى هذا أنني معجب بنفسي ومغرور، بل معناه أنني راض عن نفسي، وبما قسم الله لي من ملامح. طيب لماذا جاءني إدراك كوني شخصاً جميلاً فقط خلال السنوات الأخيرة؟ الإجابة هي أنني ظللت أطالع في الصحف إعلانات يومية على مدى سنوات متصلة عن عمليات تجميل: تصغير الأنوف.. شفط الدهون من البطون والأرداف.. تكبير وتصغير النهود.. ترقيق/ تغليظ الشفاه. هذا على صعيد النساء أما الرجال فقد أصابهم أيضاً فيروس التصابي والتجمل وصاروا يسافرون إلى الخارج ويعودون وهم أكثر شبابا!! كان صاحبك قبل سفرته الأخيرة يعاني من وجود أكياس تحت عينيه، وكانت خدوده “جلافيط” تتحرك يمنة ويسرة، وفجأة صار وجهه مشدودا وعليه “لمعة”. فتقول في سرك: ما هذا يا مخبول؟ في عاقل يحشو خدوده بالسراميك؟
بحكم عملي في مجال الإعلام أخالط نساء يهيم بحبهن ملايين المراهقين (ما بين الخامسة عشرة والخامسة والستين)، ولكن يتسنى لي أن أراهُنَّ على حقيقتهن وقبل خضوعهن لعمليات الترقيع والشد والمط والربط قبل الجلوس أمام الكاميرات فأزداد رضا عن نفسي: ما شاء الله، جمالي رباني، فقد خلقني الله في أحسن تقويم ولن أسمح لطبيب العبث بملامحي لأخدع نفسي باكتساب ملامح “فالصو”. ماذا اكسب من وجه مشدود وكرش مشفوطة بعمليات جراحية وأنا أعرف أن مصاريني بايظة ومفاصلي سائبة وجهازي الهضمي غير موثوق به، ومن ثم فإنني أدعو القراء جميعاً أن يقفوا أمام المرايا ويتأملوا محاسنهم ويحسوا بالسعادة. ويا بناتنا أنتن جميلات بلا حاجة إلى تدخل جراحي. لا تجعلن مثلكن الأعلى هيفاء وهبي، فهي مثل باربي حسناء البلاستيك لأن معظم أجزاء جسمها تعرضت للحذف والإضافة والتعديل حسب الكتالوجات التي أتت بها إلى عيادة التجميل. وتذكر أن جعفر الذي ترى صورته أمامك يحس بأنه أحلى من “عجرم” فأنظر لنفسك جيداً وستكتشف أنك أحلى من جعفر الذي هو أحلى من عجرم.. كل ذلك بدون بنج أو مشرط.. يا بلاش.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.