“الخرطوم هي المدينة التي شهدت تحررنا، نجاحاتنا، وفشلنا، وأمجادنا، منذ قرن ويزيد، وما زالت، تحدد مصيرنا في كل شيء. التقينا في الخرطوم بتنوعنا، حضاراتنا، ثقافاتنا، وألواننا لنشكل معاً نسيجاً اجتماعياً فريداً”
هذه كانت مقدمة خطاب النائب الاول لرئيس المجلس السيادي قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو خلال ختام فعالية مؤتمر، تطوير ولاية الخرطوم، الذي عقد بقاعة الصداقة مؤخرا وماحوت تلك الكلمة من معاني ودلائل عميقة تنوعت مابين الحاضر والماضي واستشراف المستقبل والاصالة والتنوع والقيم الموروثة.
ولعل الحرص الذي ابداهو النائب الاول خلال ختام فعالية المؤتمر، من خلال تبنيه استراتجية واضحة لتطوير الولاية ومعالجة التشوهات البصرية التي اضرت كثيرا بوجه العاصمة خاصة في يتعلق بمسالة التخطيط العمراني والمخططات السكنية وشبكات الصرف الصحي فضلا عن بعض السلوكيات السالبة التي ظل ينتهجها المواطن .
ويعتبر ذلك الحرص في مقدمته خطوة ايجابية ومبادرة كبيرة وجدت الاستحسان من قبل الكثيرين خاصة المسؤلين في حكومة ولاية الخرطوم وثقتهم في ان ذلك الحرص سيجد اتباعه بالعمل الميداني من خلال الاليات والدعم والاسناد الذي يمكن ان يقدمه النائب الاول عبر قوات الدعم السريع وكذلك الاستعانة ببيوتات خبرات عالمية في مجال التخطيط العمراني رغم ان النائب قد يغادر الكرسي الرسمي لللدولة خلال شهور قليلة وهذه الخطوة تكمن اهميتها في ان مايمكن ان يقدمه النائب من خلال الشراكات مع مؤسسات الدولة المختلفة سيظل باقي الاثر في مجمل الاتجاهات سواء كان في دعم فعلي لبرنامج النظافة او تطوير اليات ازالة المخالفات واعادة فتح العديد من الطرق التي اغلقت بغعل الاسواق العشوائية وتمدد الباعة المتجولون والفوضي التي ضربتالاسواق الرئبئسية للعاصنة الخرطوم مما ادي الي انعدام الرقابة وغياب التام لعمليات اصحاح البيئة الامر الذي اعي المحليات السبعة للعامة المثلثة الخرطوم
وقدم النائب الاول خلال المؤتمر سردا تاريخيا لمراحل التي مرتبها العاصمة الخرطوم مستصحبا المشاكل والمعالجات والطرق الكفيلة لاجل ذلك وذكر ان النهضة والمواكبة الحضارية، تحتاج لخطة استراتيجية بعيدة المدى، وقد حدث ذلك خلال عمر الخرطوم التي قال انها خضعت لـ 5 مخططات هيكلية على مدى 100 سنة، حيث كان المخطط الهيكلي الأول في العام 1910، ثم المخطط الهيكلي الثاني 1958، ثم المخطط العمراني الثالث عام 1976، ثم المخطط العمراني الرابع 1990، وأخيراً المخطط العمراني الخامس عام 2008، الذي وضع خطة عمرانية لولاية الخرطوم تمتد حتى 2033، مقسمة على (5) مراحل كل مرحلة عمرها (5) سنوات.
واشار النائب الي ان ولاية الخرطوم، دفعت أكثر من 20 مليون دولار لبيوت خبرة عالمية ومحلية، لإنجاز المخطط العمراني الأخير، والذي يحل في هذا العام 2023 موعد بداية مرحلته الرابعة، وقد تسببت عوامل مختلفة في توقف وتأخر تنفيذ الكثير من مشروعاته، التي على رأسها (9) مدن جديدة لم يبدأ العمل فيها بعد، و(6) واجهات نيلية اُنجزت منها اثنتان فقط، ومما ذكر يبدو الإنجاز متواضعاً، بل شحيحاً للغاية من جملة حوالي 1200 مشروع.
وحتما فان تاكيد النائب الاول علي تبني مسالة اعادة الخرطوم لسيرتها الاولي لم تاتي من فراغ فالرجل يدري تماما ابعاد وماهية تلك الخطوة حال انزالها الي ارض الواقع وما يمكن ان تحدثه وسط اوساط ولاية الخرطوم مع اهمية الاشارة والتاكيد بان المهم في الامر هو الخطة الاستراتيجية الواجبة النفاذ الاليات التي تتبع لهذا الغرض وليس الشخص الذي يقوم بالتنفيذ الذي حتما سيكون بشكل جماعي ومؤسسي وهذا يؤكد حرص النائب على تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
ولعل دعوة نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، جميع المواطنين، إلى ضرورة مساعدة الجهات العاملة في عمليات النظافة. والعمل الجماعي في اصحاح البيئة من خلال عدم ترك مخلفات الأطعمة والمشروبات في العراء، خاصة في الساحات العامة وأماكن الترفيه.وان يكون الامر شراكة مابينهم والسلطات المحلية وهذه الخطوة تعتبر بداية الطريق نحو عاصمة حضارية راقية يمكن ان تعيد الخرطوم الي مصاف العواصم العالمية بدلال من العشوائية وانتظار الدولة في ان ترسل الاليات الي داخل الاحياء السكنية والاسواق والمجمعات التجارية والعمل علي جمع القمامة والمخلفات دون ان يعي المواطن اهمية الشراكة في الامر وانه جزء اصيلا ومكملا لعمل الدولة من خلال التوعية بان النظافة تعتبر سلوكا وقيما رفيعة وان الحكومة وحدهالن تستطيع انجازه مهما كانت اليا تها
كما ان مااقترحه دقلو بضرورة ، تخصيص يوم السبت من كل أسبوع يوماً عاماً للنظافة، يخرج فيه الجميع لنظافة الخرطوم، معلناً مشاركته شخصياً بالنزول إلى الشارع للمساعدة في عمليات النظافة.يؤكد جدية الرجل في انه يريد الاسهام بكافة الاشكال واحداث التغيير المطلوب لتجميل وجه العاصمة من خلال تجاوز محطة القول الي جادة الفعل والافغال
ويشير النائب الاول بإن النقاش الذي جرى في هذا المؤتمر، حول تنمية وتطوير ولاية الخرطوم، يعتبر أمر حميد يعبّر عن إحساس عالٍ بالمسؤولية وحب العمل، يجب أن تسنده خطة طموح، قادرة على تحويل هذه الطاقات والإمكانات إلى برامج عمل. مؤكد وقفته معها ودعمها، من أجل تجاوز التحديات وتحقيق الأهداف التي من أجلها قام هذا المؤتمر.