قصف متبادل بين فصائل موالية لإيران والقوات الأميركية شرق سوريا

في تصعيد يعد الأقوى بين القوات الأميركية من جهة، والفصائل الموالية لطهران من جهة أخرى مسرحه البادية السورية، شهدت المنطقة تبادلاً للقصف في أعقاب مقتل متعاقد أميركي وجرح عدد من الجنود الأميركيين، وكذلك مصرع 14 مسلحاً من الفصائل الموالية لإيران التي كثّفت، فجر اليوم السبت، قصفها بدعم من جيش النظام السوري، وفق المعلومات الأولية، حيث سقط أكثر من 20 صاروخاً على مواقع تابعة لقواعد أميركية في حقول النفط منها العمر والتنف وكونيكو للغاز، وردّت القوات الأميركية باستهداف مواقع تابعة لهذه الفصائل في مدينة دير الزور.

وأفادت مصادر ميدانية بريف دير الزور بارتفاع حدة التصعيد، وأعلنت قوات النظام السوري حال تأهب، وعززت مواقعها العسكرية “تحسباً لأي عمل عسكري بعد الضربات الصاروخية التي استهدفت مواقع عدة للجيش الأميركي المتمركز في حقول النفط والغاز بالإضافة لضربات طالت مطار الشدادي”.

جدوى التواجد الأميركي؟

في هذا الوقت، اعتبر الباحث في شؤون السياسة الخارجية مضر إبراهيم أن ما يحدث “يأتي في موازاة ارتفاع أصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى هذا التواجد العسكري لا سيما بعد تصويت الكونغرس بأكثر من 100 نائب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري برفض سحب هذه القوات، واستهداف هذه القواعد بعد التصويت ليس كما قبله لناحية انعدام دورها على أكثر من صعيد”، ورأى إبراهيم أن “خروج واشنطن من سوريا أو توقع حدوث أي تغير بالمشهد الميداني مرهون بأمرين أساسيين، أولهما تغيير مفاجئ لأجندة السياسة الخارجية الأميركية في ظل ما تتكبده القوات الأميركية من خسائر من دون استثمار مناسب، والأمر الثاني استمرار الاستهداف المباشر لهذه القواعد، ما يستنزف الأصوات الداعمة لهذا التواجد أميركياً”.

هزيمة “داعش”

وحضرت القوات الأميركية إلى سوريا في إطار تحالف دولي لمحاربة تنظيم “داعش” منذ العام 2015، وقاتلت إلى جانب القوات الكردية في الرقة وغيرها من المناطق في شمال شرقي سوريا، وبعد إلحاق هزيمة بالتنظيم الإرهابي، في منتصف مارس (آذار) عام 2019، علت الأصوات في الداخل الأميركي تتساءل عن جدوى بقاء هذه القوات بما يقارب في 28 قاعدة وموقعاً عسكرياً أميركياً، ما دفع بالرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب لسحب جزء كبير من هذه القوات والإبقاء على حوالى 900 جندي.

وسط هذه الأجواء، جزم المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” بات رايدر بأن قوات بلاده المنتشرة في سوريا تنفذ مهماتها في دعم التحالف الدولي لهزيمة “داعش “لا نهتم بأي نزاع مع إيران، والولايات المتحدة على ثقة من أن المسيّرة التي هاجمت قواتنا في سوريا إيرانية”.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.