تصريحات عبد العزيز الحلو .. خطوة للأمام أم موقف تكتيكي؟

الخرطوم: صلاح مختار
رغم ان رئيس الحركة الشعبية ــ شمال عبد العزيز الحلو، قال إن الاتفاق تفادى نقاش جذور الأزمة السودانية ورحلها إلى المستقبل، ومع ذلك يمكنه فتح الباب للحل الجذري. أبدى في حديث اخر استعدادهم للتفاوض مع الحكومة المدنية المقبلة . وبرر بأن الحركة ظلت تُناضل من أجل قضية عادلة ولا مانع من حلها عبر التفاوض دون الحاجة للحرب.

وقطع بأن العملية السياسية الجارية لن تقود إلى حل جذري للأزمة ، لكنها خطوة يمكنها أن تفتح الباب للحل الجذري بناء على ما يمكن أن يتحقق من مكاسب في التفاوض واشار الى إن الاتفاق الإطاري تفادى مناقشة القضايا الأساسية وجذور الأزمة السودانية ممثلة في علاقة الدين بالدولة وعلاقة الجيش مع المكونات العسكرية الأخرى ومسألة الهوية ومعالجة التشوهات في الاقتصاد وقام بترحيلها إلى المستقبل وهو يحدث دائمًا. مراقبون يرون إن إبداء حسن النية تعتبر خطوة للامام ولكن يتخوف البعض من مواقف تكتيكية يستخدمها لكسب الوقت .

قضايا ثانوية

وقلل الحلو من الخلاف بين الحرية والتغيير والحرية والتغيير ــ الكتلة الديمقراطية، وقال إنه حول قضايا ثانوية بعيدة عن المسائل التي يمكن أن تنقل السودان من خانة الحرب وعدم الاستقرار إلى سودان جديد.

وترفض الحرية والتغيير انضمام مكونات من الكتلة الديمقراطية إلى العملية السياسية بدعوى أنهم أذرع للجيش، فيما ظلت تكرر الدعوات لحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان المنضويان في الكتلة للانخراط في العملية.

ضد الانقلاب

ودافع الحلو عن توقيعه إعلانا سياسيا مع الكتلة الديمقراطية في 23 من فبراير الماضي ، وقال إنها اتفقت مع الحركة الشعبية على المبادئ التي تقود لإنهاء المشكلة. وأضاف: “الكثيرون ينظرون إلى الكتلة الديمقراطية على أنها ساندت الانقلاب وأيدته وتعمل الآن مع حكومته، ولكن الجميع يعلم أن الحركة وقفت ضد الانقلاب، فما هي المشكلة إن وقعنا إعلان سياسي مع الكتلة الديمقراطية؟ هذا تركيز على قشور القضايا”. البعض راى ان الكتلة الديمقراطية الرافضة لـ”الاتفاق الإطاري” ارادت من خلال تلط الخطوة توسيع قاعدتها السياسية .

ضغوط كبيرة

ويبدو أن الحلو يواجه ضغوطا كبيرة دفعته للتوقيع على الاعلان المشترك مع الكتلة الديمقراطية التي يتراسها جعفر الميرغني لفك الحصار امام تحركاته الدولية .

ولعل التوجه الى القاهرة للترويج للإعلان السياسي الموقع مع الكتلة الديمقراطية، وتحسباً لتكوين حكومة مدنية حتى يتسنى للحركة التفاوض معها .

وأكد رئيس الحركة في مناطق سيطرة الحكومة محمد يوسف المصطفى بحسب (راديو دبنقا)، إن الزيارة تأتي في إطار النشاط الدبلوماسي للحركة وللترويج للموقف التفاوضي تحسباً لتكوين حكومة مدنية, وكشف المصطفى لراديو دبنقا إن الحركة تواجه ضغوطاً ، وتابع إن الزيارات تشمل الدول الأفريقية والعربية للترويج لمواقف الحركة من ضمنها تشاد واثيوبيا ومصر ويوغندا.

كسب الوقت

وذهب محلل الشؤون الدبلوماسية مي محمد علي، الى أن قائد الحركة الشعبية شمال عبد العزيز يدير علاقاته بحساسية مفرطة , وعدم ثقة كبيرة, في القيادات السياسية وقالت لـ(سودان لايت) حتى التوقيع الاخير لا يعني انه اسقط اشتراطاته التي دفع بها مع كل القيادات التي زارته والتقت به .

وأضافت “لكن نوع من التكتيك الذي يبرزه امام العالم بأنه مع الحوار والسلام, أيضا بدليل آخر أنه لازال متمسك باشتراطاته التي طرحها في طالت التفاوض بعلمانية الدولة وقد اكد على ذلك في تصريحاته بان العملية السياسية الجارية قاصرة عن معالجة القضايا الاساسية”. وتابعت “بالتالي في حديثه ليس هنالك أي جديد يذكر يمكن التعويل عليه لأنه لم يظهر موقف واضح يبين هل هو مع توسيع المشاركة في العملية السياسية أم أنه مع تيار الاتفاق الاطاري الانتقائي وكان عليه كقائد حركة معارضة ان يطرح البديل ويبين موقفه .

وقالت “واضح من أن الحلو يلعب على كل الحبال يريد كسب رضاء المصريين والمحافظة على علاقته بقوة اليسار ممثلة في الحزب الشيوعي بجانب اظهار مواقفه القديم بانه مع الحكومة المدنية. بالتالي الحلو يريد كسب الوقت من خلال حديثه وتحركاته.

لا تغيير

ويرى المحلل السياسي د. خالد التجاني أنه لايرى اي تغيير قد طرأ على موقف قائد الحركة الشعبية شمال بقيادة عبدالعزيز الحلو من التفاوض مع الحكومة الانتقالية وهو ذات الموقف الذي اظهره منذ بداية مفاوضات جوبا وهي ذات الاشتراطات التي قدمها ووقع ورقة حكومة حمدوك واخرى مع البرهان رؤيته ان البرهان وحمدوك لم يلتزما بما تم التوقيع معه من قبل هذين الطرفين وذهبت الحكومة الانتقالية لاتفاق سلام مع اطراف اخرى ممثلة في الجبهة الثورية .

اشتراطات مسبقة

ويرى د.خالد أن تصريحات الحلو أكد فيها انه منفتح على التفاوض للوصول لاتفاق السلام الا انه لديه اشتراطات مسبقة وهو مع أي خطوة يمكن أن تساعد في عملية التفاوض يؤيدها ، رغم هذا اوضح رايه بان العملية السياسية الجارية قاصرة عن معالجة القضايا الاساسية وبالتالي اعود واقول لا ارى اي تغيير في موقف قائد الحركة الشعبية من التفاوض. واستبعد د.خالد أي تاثير من القاهرة على الحلو بحكم علاقته بها مع الحزب الاتحادي وقال إنها علاقة قديمة واجتماعه مع الحزب الاتحادي بالقاهرة جاء في سياق مختلف متزامنا مع الاتفاق الاطاري لكن البعض اعتبرها عملية اصطفاف جديد مع الحزب الاتحادي والكتلة الديمقراطية لكنها هي علاقة قديمة.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.