جعفر عباس يكتب : رد الاعتبار للحمار
تهاجم الممثلة الفرنسية ذات الصلاحية المنتهية بريجيت باردو المسلمين لأنهم يذبحون الخراف في عيد الأضحى دون تخديرها بالبنج، وربما لا تعرف بريجيت شلحو (كانت تمثل عادة من غير هدوم)، أن المسلم قد يخضع لعملية قلب مفتوح بدون بنج، إذا لم تكن عنده “واسطة” توصي بتخديره قبل العملية، ثم أنشأت باردو مستوطنة تضم آلاف الحمير المضطهدة في الريف الفرنسي، وليس بينها حمار عربي واحد، لأن حمير العالم العربي ليسوا من ذوات الأربع وبيدهم مقاليد الأمور
في تونس ارتاب رجل في أمر جار له كان يقدم الخمور المصنعة محلياً لقطيع من الحمير كان يمتلكه، فأبلغ السلطات الأمنية بالأمر، فرصدت الرجل وحميره إلى أن اكتشفت أنه يقوم بذبحها وبيع لحمها لجماعة الشاورما!! وشرح الرجل للشرطة ان لحم الحمير يصبح طرياً وهشا عندما تسقيها الخمر لعدة أيام!! وأتحدى الحيزبون الفرنسية أن تدلني على حمار أوروبي واحد منعنش ومفرفش، ولحمه يؤدي إلى الشبع والسُّكر في آن!!
وفي الجزائر تم اعتقال عشرة أشخاص وفي حوزتهم نحو (2000 كيلوجرام) من لحم الحمير معدة للبيع، وبين المعتقلين مدير مسلخ حكومي وأربعة أطباء بيطريون وكشفت التحقيقات أن هذه المجموعة ذبحت خلال أربعة أشهر 1514 حماراً، وباعت من لحومها نحو 57 ألف كيلوجرام، وكانوا يقتلون الحمير شنقاً بالحبال لتفادي قيامها بحركات حميرية تفضحهم عند ذبحها بالسكاكين.
شخصياً تعرضت للتهكم لأنني قلت إنه كانت لي وأنا في الخامسة سخلة (بيبي المعزة) أخت في الرضاع لأنني كنت أقاسمها لبن أمها من المصدر مباشرة، وعندما أصبت وأنا في نحو السابعة بالسعال الديكي، تعافيت منه بعد أن سقتني أمي لبن أتان (أنثى الحمار)، وصرت مثل الحصان. أليست معجزة أن تشرب لبن الحمار فتصبح مثل الحصان؟
السيدة ماريا استير هيريديا ليكارو من إكوادور بأمريكا الجنوبية عاشت 116 سنة، وقالت إنها تعزو تمتعها بصحة جيدة لكونها تعيش على لبن الحمير. يعني إذا أردت العيش موفور الصحة عليك بالمبادرة بشراء أنثى، حمار وتخصيص غرفة مكندشة لها، ولو سمع الأغنياء أن لبن الحمير يطيل العمر سيهجمون على أسواق الحمير ويصير سعر الحمارة في سعر السيارة بي ام دبليو، وقد تقوم شركة تحمل اسم (الشركة المتحدة للحمير) بطرح أسهمها في البورصة، وعلى مسؤوليتي حاول شراء أكبر عدد من أسهم تلك الشركة لأن ربحها مضمون. فبعد كذا سنة سيصبح امتلاك قطيع من الحمير مدعاة للتباهي والتفاخر وستجد في كل فيلا أنيقة (كراج/ قراش) للحمير وحلاقاً للحمير ودادة للحمير و”بامبرز” للحمير.
وبالمناسبة فإن الجبن المصنوع من لبن الحمير هو الأغلى في العالم، وإذا كنت في أوربا وأكلت جبنا يحمل اسم بيول pule فأعرف أنك أكلت من انتاج ثدي / ضرع حمارة، وأفضل أنواع الأجبان الحميرية تلك التي تصنع من ألبان حمير الصرب في البلقان، وتبلغ قيمة الكيلوغرام الواحد من هذا الصنف من أكثر من ألف دولار، لأن عشرين لتر لبن حمير تنتج كيلوغراما واحدا من الجبن، ولو زرت تشيلي في أمريكا الجنوبية فستألف عيناك مشهد أشخاص يتجولون في الشوارع بحميرهم فيوقفهم الزبائن ويطلبوا أكواب فريش / طازة من لبن الحمير فيجلس صاحب الحمار على الرصيف ويحلب اللبن في أكواب يباع الواحد منها بنحو ثلاثة دولارات
وأقول للطلاب وصغار الموظفين: لا تزعلوا إذا وصفكم المدرسون والمديرون بالحمورية، فالحمار عزيز وغالي لمن يعرفون قيمته واللي ما يعرف الصقر يشويه، واللي ما يعرف الحمار يركبه