جعفر عباس يكتب: أعلام على رؤوسها نيران..
ستة من أساتذتنا في مدرسة وادي سيدنا الثانوية صاروا من أعلام الأساتذة الجامعيين (محمد سعيد القدال وبشير كوكو وارباب جغرافيا وعزالدين عمر وجاد كريم وكروفتس) والأخير بريطاني صار عميد كلية الآداب في جامعة ريدينغ البريطانية، وكان هناك 4 أساتذة بريطانيون من خريجي جامعة كيمبريدج، ومدرس الرياضيات الفلسطيني قسطنطين ثيودوري صار من أميز أعضاء الفريق النووي في كندا، بينما مدرس اللغة الإنجليزية عصام شاهين صار مدير العلاقات العامة والدولية في شركة طيران الشرق الأوسط، ومدرس الرياضيات المصري (المسيحي) قطر حنفي جاء الى السودان وعمره 25 سنة و بقي فيه الى ان توفي عن اكثر من 80 سنة، وكان حتى وفاته يشغل منصب كبير موجهي الرياضيات، رغم ان قوانين الخدمة لا تسمح بان يشغل ذلك المنصب غير السوداني، ولكن تقديرا لخدمات قطر الجليلة للتعليم تم استثناءه، وكان لدينا امين مكتبة شاب اسمه قاسم عثمان نور، يشجعنا على قراءة الكتب ذات المحتوى المعرفي العالي، والتحق لاحقا بالجامعة ونال البكالريوس ثم الماجستير ثم الدكتوراه وهو اليوم يحمل لقب بروفسر في علم المكتبات
كلما كان هناك حديث عن العصر الذهبي للتعليم العام والجامعي انبرى البعض يصيحون: تلك هي الأجيال التي نهلت من خيرات البلاد ثم خانت البلاد، مع انه وعلى سبيل المثال لم يصبح ولا واحد من ال750 من الطلاب الذين عاصرتهم في وادي سيدنا وزيرا او مسؤولا سياسيا او تنفيذيا كبيرا، بل واقع الأمر هو أنه ربما صار واحد من كل 5000 من أبناء وبنات ذلك الجيل من اهل الحكم، وما أذكره على سبيل المثال هو ان من بين خريجي وادي سيدنا الأكثر شهرة د. منصور خالد الذي شغل منصب وزير الخارجية في حكومة نميري، ومحمد صالح عمر وزير الثروة الحيوانية بعد ثورة أكتوبر 1964، واستشهد في معركة الجزيرة أبا ضد قوات نميري في مارس 1970، والرائدان مأمون عوض أبو زيد وفاروق حمد الله (وهما مهندسا انقلاب مايو 1969 الذي اتى بنميري رئيسا) والزبير محمد صالح الذي كان نائب الرئيس السابق عمر البشير وتوفي في حادث طائرة غامض في مدينة الناصر في جنوب السودان
(يبدو ان هناك أزمة وشح في الشخصيات القيادية، ولهذا عجز البراهنة والدقالوة عن العثور على رئيس لحكومة الانقلاب وعلى وزراء حقيقيين، ولهذا السبب صرت اتعرض لضغوط من العسكر و”قحت” كي أقبل بمنصب رئيس مجلس الوزراء او المجلس السيادي، ولكنني “متواضع” ولا أحب المناصب ذات المسميات الطنانة، ومن باب خدمة وطني قد أقبل بوزارة المعادن، او حتى بمنصب مدير شركة الموارد المعدنية الأردولية)