زيت ودجاج وبيض… غرائب هدايا عيد الحب في مصر

الخرطوم- سودان لايت

ارتبط #عيد_العشاق في #مصر باللون الأحمر كما أغلب أنحاء العالم، فشوارع القاهرة تزدحم بمظاهره التي يجدها العابر أينما يمر، دمى حمراء على شكل دب، #ورد باللون نفسه، وقلوب يخترقها سهم الحب، كما تكتسي واجهات المحال باللون الأحمر.

إنها مظاهر وإن بدت خافتة بشدة وسط ظروف اقتصادية قاسية تمر بها البلاد شأنها شأن غيرها، فإن بعض المصريين تحايلوا على نار الأسعار ليحتفلوا على طريقتهم الخاصة بغرائب الهدايا بعدما ظلت نظيرتها المتبادلة بين الشريكين تدور في فلك زجاجات العطر والإكسسوارات والملابس الثمينة، مع لفها بشكل أنيق مصحوباً بالزهور والشيكولاتة.

على رغم أن هذا المشهد لا يزال مستمراً بعض الشيء ولم يختف تماماً فإنه تراجع بشكل ملاحظ، ولم يعد هذا الشكل “الكلاسيكي” للاحتفال بالمناسبة يتناسب مع الطبيعة البراغماتية لعصر التكنولوجيا، أو حتى متاحاً للجانب الأكبر من الناس.

إرضاء الحبيب والاحتفاء به مع عدم الشعور بـ”الإفلاس المادي”، ربما يتطلب مهارات أخرى مع ارتفاع نسبة معدل التضخم في مصر إلى 25 في المئة، ومع قطار زيادة أسعار السلع، لا سيما تلك المتعلقة ببنود الرفاهية بينها شراء الورد وأنواع الشيكولاتة الفاخرة وكذلك منتجات العلامات التجارية الشهيرة في ما يتعلق بالأحذية والحقائب والملابس وغيره.

وإذا كان كثير من المتاجر باتت تغري المستهلكين والعشاق بنظام التقسيط وتركز عليهم في حملاتها الدعائية، وكأنه الوسيلة الوحيدة التي يمكن أن تجدي نفعاً في ما يتعلق بالشراء هذه الأيام، فإن الأمر لم يختلف كثيراً في محال المواد الغذائية (البقالة) احتفالاً بعيد الحب. ومعها تغيرت مظاهر الاحتفاء به وذهبت بها بعيداً من الرومانسية بشكلها المعتاد، وإن كانت لا تخلو من المودة ومحاولة تقديم الامتنان للحفاظ على استقرار العائلات التي بالكاد تدبر مستلزمات المعيشة الضرورية.

الدجاج يتصدر القائمة

متنفس الرومانسية هذه السنة لم تخاصمه الاحتفالات المدللة بالتأكيد، وظل للورد والحلويات والنزهات مكان، ولكن هناك توجهاً ملاحظاً للابتعاد عن دفع أموال في سلع قد تفسد سريعاً أو تدخل تحت توصيف الإهدار، بل كان هناك وعي بضرورة مرعاة الظروف الاقتصادية الاستثنائية، فإذا كانت ربة المنزل حينما تتسوق تظل وقتاً طويلاً تفاضل بين منتج وآخر لتختار في النهاية الأكثر ضرورية، من الطبيعي أن تفكر كثيراً هي وشريك حياتها قبيل اختيار طريقة الاحتفال بعيد الحب.

في جنوب دلتا النيل شمال القاهرة ظهرت واحدة من أحدث تقاليع الاحتفال بتلك المناسبة بين الزوجين، إذ قدم رجل بمحافظة المنوفية دجاجة وقارورة زيت طعام لشريكة حياته في الفلانتين.

يشار إلى أن سعر الزجاجة ذات الحجم المتوسط وصلت في السوق المصرية إلى ما يقارب 10 دولارات أميركية. أما الدجاج فبات اقتناؤه رمزاً للثراء في طبقة معينة، كما أن سعر الكيلو من لحم الدجاج بات تحت رحمة بورصة الأسعار المرتفعة على الدوام يومياً، وقد وصل الكيلو منها إلى 100 جنيه (أكثر من ثلاثة دولارات) بزيادة أكثر من الضعفين مقارنة بما قبل خطة تحرير سعر العملة الأخيرة.

أما سعر كيلو البانيه “صدور الدجاجة المقطعة شرائح” فقد وصل إلى سبعة دولارات تقريباً وعلى مؤشرات التصاعد، فيما بات بعضهم يتعامل مع هذه السلع كوحدة قياس للعملة، من باب التندر.


Leave A Reply

Your email address will not be published.