البرهان وحميدتي في تشاد.. تباعد مواقف أم اختلاف ملفات؟
الخرطوم: صلاح مختار
في ظاهرة تبدو غربية في الحياة السياسية السودانية، وفي أقل من (72) زار رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان تشاد واعقبه نائبه الفريق اول محمد حمدان دقلو . الزيارتين بالضرورة لا تحمل مضامين موحدة وإن كانت في نفس الاتجاه والزيارتين أيضا بالتأكيد تناقش قضايا داخلية بين الطرفين مهم جدا يكون فيها الاطراف مشاركة وكانما الوسيط في ذلك الرئيس التشادي، اذا زيارة البرهان ثم حميديتي الى تشاد هل لتباعد موقفهما ام لاختلاف الملافات التي بيدهما ؟
عرف دبلماسي
يقول المحلل الدبلماسي السفير السابق الطريفي كرمنو لايجوز للرئيس ونائبه, القيام بزيارة واحدة لدولة واحدة, في وقت قريب. وأعتبر هذا دليل على انشقاق واستلاب كبير, يمكن ربطه بالخلافات السياسية الداخلية.
وقال كرمنو لـ (سودان لايت) في العرف الدبلماسي الاثنين لا يمكنهما الذهاب مع بعض ولا يمكن سفرهما بطائرة واحدة, وحتى وان كانت بطائرتين ايضا هما معرضان للخطورة . بالتالي سوف تحصل مشكلة . ولذلك الموضوع يحتاج الى وقفة و أضاف (حقوا لو في اختلافات داخلية بينهما لا يجب الذهاب الاثنين في وقت واحد, ويجب ان لا يكشفوا ورقهم بهذه السرعة) .وبالتالي يمكن للزيارة أن تتم في غضون اسبوع او اكثر, ولكن ليس بهذه السرعة , أن يتوجه الاثنين وراء بعض بهذه الصورة غير مقبولة وتنم على وجود مشكلة يجب اعادة النظر فيها.
خلافات الطرفين
وقال كرمنو تشاد تخشى على نفسها اذا حدثت خلافات في السودان تنعكس عليها. لان معظم الحروب الداخلية في تشاد كان السودان فيها ضلع. وحتى وجود القوات المشتركة بسبب الخلافات بين الطرفين, وقال اذا نظرت رغم الخافات بين السودان واثيوبيا لا توجد قوات مشتركة كذلك مع دولة الجنوب ومع مصر. بالتالي لماذا تلك القوات المشتركة مع تشاد؟. وجود تلك القوات انعكاسها على ليبيا كبير, بسبب وجود كميات كبيرة من الجيوش في دارفور . كذلك هنالك قبائل مشتركة تشادية سودانية موجود بالداخل تحاول التعاطف مع بعضها بالتالي تتخوف تشاد من تداعيات ذلك عليها, وتريد ضمانات بعدم الحصول اي تجاوزات من اي جهة سودانية تهدد امنها واستقرارها. وتعلم تشاد أن السودان مؤثر في تشاد منذ زمن البشير حيث جرت محاولات قلب النظام في تشاد.
اتهامات متبادلة
في وقت سابق نشرت قوات السريع أعداد كبيرة من الجنود على الحدود الغربية المتاخمة مع تشاد وسط توترات عالية بعد إعلان الرئيس التشادي إفشال مخطط للانقلاب على النظام في بانغي. ولان وجود قوات الدعم السريع الأكثر انتشارا في المنطقة من بين الأجهزة العسكرية الموجودة على الحدود الغربية للسودان.كانت الاتهامات تصوب في ذلك الاتجاه .
المحلل في الشؤون الدبلماسية مي محمد علي ترى إن زيارة البرهان ومن بعده حميدتي لانجمينا تجي بسبب اختلاف الملفات المترتبطة بالعلاقات السودانية التشادية.
وقالت لـ(سودان لايت ) حميدتي مسؤول عن الملف التشادي ودول الجوار في مجلس السيادة. وأوضحت أن الزيارة ستناقش بالتفصيل ملفات محددة مرتبطة بالحدود بين البلدين ومع ليبيا وأفريقيا الوسطى، والنزاعات القبلية والأوضاع الأمنية في ظل بعض التوترات التي تخلفها تلك الصدامات وملاحقة المتورطين فيها. كذلك يجري رئيس مجلس السيادة ، مباحثات مع الفريق محمد إدريس ديبي، تتعلق بدفع آفاق التعاون بين البلدين وسبل تعزيز العلاقات الثنائية بين الشعبين الشقيقين ولكن تلك الزيارة لا تخرج من بحث العلاقات الداخلية خاصة فيما يتعلق بوضعية الدعم السريع وتقاطعات المصالح في ذلك ووضعية القوات المشتركة بجانب ذلك احياء الدور الاقليمي في المنطقة
سناريوهات عدة
وفي ذات السياق قال الباحث في الشؤون الافريقية الدكتور محمد تورشين بحسب صحيفة الصيحة (الصيحة) ان زيادة حميدتي لتشاد تحمل عدد من السيناريوهات، الأول رغبة الحركات المسلحة في وجود مساعٍ للتواصل مع القيادة التشادية حول ايجاد مخرج لتسوية قضية اللاجئين بشرق تشاد, بجانب وجودهم واستقرارهم في السودان، وأضاف أن أهداف الزيارة قد تكون التنسيق والتفاكر حول هذه الجزئية، وتابع قائلاً ان يكون لهذه الزيارة دور حول قضية وجود اعتراضات قدمت من قبل اطراف العملية السياسية لتشاد باعتبارها من أهم الدول الراعية للاتفاق، فتشاد تريد إرسال رسالة للحكومة بحكم أنها إحدى الدول القريبة لهذا الملف، وتريد اعادة الاهتمام بملف الترتيبات الامنية.
التنسيق والتعاون
وكان الجانبان السوداني والتشادي بحضور الرئيسين الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الإنتقالي والفريق محمد إدريس ديبي رئيس الفترة الإنتقالية بجمهورية تشاد ، اصدرا في ختام مباحثاتهما، بالعاصمة التشادية إنجمينا، بيانا مشتركا، أكدا فيه أهمية تعزيز التواصل والتنسيق بين البلدين، بما يسهم في ترقية وتطوير التعاون القائم بين الدولتين.