أبى أحمد في الخرطوم.. زيارة لها ما بعدها

 

في ظل الراهن السياسي وتعقيداته، زار يوم الأمس رئيس الوزراء الإثيوبي آبي احمد، الخرطوم وكان في إستقباله رئيس مجلس السيادة الفريق اول عبدالفتاح البرهان ،كما إلتقي رئيس مجلس الوزراء الأثيوبي بالقصر الجمهورى في إطار زيارته للبلاد وفد لجان المقاومة ، و تم تسليمه  رؤية لجان المقاومة، وموقفها من العملية السياسبة الجارية والاتفاق الإطاري و نسخة من اعلان مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة ، كما التقى وفد من لجنة الإتصال والعلاقات الخارجية بقوى الحرية والتغيير، و ناقش الإجتماع العلاقات الثنائية العميقة بين البلدين، و شرح وفد الحرية والتغيير، تطورات الوضع الراهن في السودان بعد توقيع الاتفاق الإطاري وبداية المرحلة النهائية من العملية السلمية.

تقرير: سودان لايت

ويرى بعض المراقبون زيارة آبي احمد  اتت بعد طرح مصر لدعوتها الفرقاء السودانيين لتسيير عملية الحوار في بينهم عبر حوار سوداني-سوداني .

ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه ما دواعي الزيارة في الوقت الحالي وهل تأتي من زيارته  مبادرة جديدة لحل الأزمة ، و ما مصير الإطاري و دعوة القاهرة .

 

إظهار تضامن

وفيما يتعلق بجانب زيارته ذكر آبي احمد إن الغرض من الزيارة إظهار التضامن مع السودان، والوقوف معه في هذه المرحلة الهامة في مسيرته السياسية.

لن يقدم مقترحات …

وحول لقاءاته مع الأحزاب السياسية أكد ابي احمد أنه لن يقدم مقترحات جديدة وإنه يثق في قدرة السودانيين علي تجاوز قضاياهم السياسية، و إن السودان وإثيوبيا يذخران بكل عناصر التنمية والازدهار المتمثلة في المياه والأرض والموارد البشرية ونحن كدول وحكومات يجب علينا المحافظة علي العلاقات التاريخية بين البلدين.

ولفت إلى ضرورة الاستفادة من تجربة الحرب في البلدين التي أدت إلى انفصال الجنوب في السودان والتجراي في إثيوبيا واللجوء الحوار في كافة القضايا الداخلية.

إعادة مسار العلاقات

و من جانبه يرى الأكاديمي والمحلل السياسي د. راشد محمد علي ، أن زيارة آبي احمد للخرطوم،تقراء في سياق التعامل المتعلق بدول الجوار مع الازمة السياسية في السودان ،   وبالتالي يدخل فيها عامل الإهتمام أو تحريك الجمود لإحتضان الحكومة الجديدة ، و عمليا تصبح الزيارة عبارة عن إعادة رسم لمسار العلاقات السودانية والأثيوبية التي تعرضت لها في الصراع القتالي في الحدود الاثيوبية السودانية في منطقة الفشقة،و ايضا حالة الإستقرار لسادة إثيوبيا بعد الحروب والنزاعات الداخلية في اقليم التقراي ، و اشار  إلى ان كل ذلك يترافق  مع ان هنالك تحرك كان من الجانب المصري للعملية السياسية في السودان، وبالتالي لابد ان تدخل اثيوبيا بحكم الجوار والمنافسة، و فيما يتعلق ايضا بالمجال الحيوي للبئية المتعلقة بالسودان في المجال الإقليمي وفي المسائل المتعلقة بالتعاون المياه العابرة للحدود في قضية  النهضة .

تدويل للمسألة السودانية

الأكاديمي والمحلل السياسي مجدي عبدالقيوم (كنب) قال زيارة آبي احمد بعيدا عن الخطاب الرسمي هي نفسها أحد مظاهر تدويل المسألة السودانية ،  ومعلوم أن هناك توتر فى العلاقات المصرية الإثيوبية وكذلك موقف السودان كطرف اصيل فى موضوع سد النهضة، ومؤخرا تحركت مصر رسميا فى الأزمة السودانية، وعلى مستوى عالي تمثل فى الخارجية والمخابرات ومن المعروف أن الإمارات أحد أهم ممولي مشروع سد النهضة، وبالتالي موقفها مساند للموقف الاثيوبي وهنا يتقاطع مع الموقف المصري .

مجرد كلام

و حول حديث آبي احمد حول أن حل الأزمة السودانية يجب أن يكون سودانيا خالصا، قال مجدي عبدالقيوم ان هذا مجرد كلام لا يقف على ساقين، و كان هذا الحديث يكون مقبولا ان كانت البعثة الأممية فقط هي التي تمسك بملف الأزمة، و بالنظر إلى أنها أتت بتفويض بناء على طلب رئيس الوزراء السابق الدكتور حمدوك

المجلس المركزي نفسه عناصره الأساسية تميل إلى الموقف الإمارات ، وبالتالي لقاءهم مع آبي احمد لا يخرج عن إعادة ترتيب بين شركاء .

لا تشكل معطى جديد

و اوضح مجدي عبدالقيوم أنه ربما كان الجديد فى الزيارة ، واهم لقاءاته هي اللقاء مع لجان المقاومة باعتبار أنها اللاعب الأساسي فى المشهد،و زاد نتفق تماما مع السيد آبي احمد فيما ذهب إليه، وكذلك أغلب الشعب السوداني عموما، و الزيارة لا تشكل أي معطى جديد ولن تستطيع أحداث اي إختراق هذا أن لم تسهم فى زيادة تعقيد الأزمة.

تنافس إقليمي

يرى الإكاديمي المحلل السياسي محي الدين محمد محي الدين أن الزيارة تأتي في إطار التنافس الإقليمي بين إثيوبيا ومصر، وهذا واضح من توقيت الزيارة التي جاءت في خضم الحديث عن دعوة مصر لأطراف الخلاف لحوار في القاهرة .

واضاف كما أن تحليل مضمون حديث رئيس وزراء إثيوبيا، يفهم منها رغبة أديس في وقف الجهود المصرية وهذا واضح من عبارة (ان العملية السياسية يجب أن تكون سودانية دون السماح لأي طرف خارجي بالتدخل).

سمحت بالتدخل الدولي

و في السياق ذاته قال محي الدين محمد إنه للأسف سمحت القوي السياسية السودانية بالتدخل الدولي في شان وطني بحت وخرجت كروت اللعبة من يدها جميعا ، و أضاف أنه واضح أن أديس أبابا تدعم التسوية بشكلها الراهن ، ولا تقدم سوى النصح دون الولوج الي تعقيدات الازمة الحادثة بين الحرية والتغيير والقوى الأخرى وبالتالي فليس في الزيارة ما يحمل على الاعتقاد بأنها ستعالج الازمة او تقدم مقترحات لتقريب وجهات النظر.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.