زاهر بخيت الفكي يكتب: تحياتنا لك أيُها البطل..!!

انشغل الفضاء الاسفيري المصري هذه الأيام، بما قام به الشاب السوداني البطل أحمد المُدثِر، والذي بُترت يده، وكاد أن يفقد روحه، في سبيل انقاذه لإمرأة مصرية من تحت القطار المُتجه من القاهرة إلى أسوان، لم يُفكِر أحمد في الكيفية التي سيُنقذها بها، لقد قفز المُدثر من القطار لانقاذها بمجرد أن سمع استغاثتها، وهي تقول (الحقني يا إبني)، لم يُبالي أحمد الذي استطاع أن يُمسِك بيد إبنتها أولا، ويُدخلها القطار بسلام، ثُم يقفز من القطار لانقاذ والدتها، واستطاع أن يُنقذها من تحت عجلات القطار، بعد فقدانه لذراعه وفقدانها لقدمها، قبل أن يدهسهُما القطار.

قال الشاب البطل أحمد المدثر، مُعرِفاُ بنفسِه، إنّه من السودان، وكان متوجهاً من القاهرةِ إلى أسوان لزيارة أحد أقاربه، واستغلّ القطار الذى قام به من محطة القاهرة، وفي محطة محافظة أسيوط، توقف القطار كباقي المحطات التى يتوقف فيها، وفي هذه المحطة كان قريباً من باب العربة التى يستقلها، وأثناء بدء القطار في التحرك فوجئ بسيدة وابنتها، تُحاولان اللحاق بالقطار، حيث أنّها نزلت من القطار، من نفس العربة التى يستقلها لشراء بعض المأكولات والمشروبات، للبنت الصغيرة التى كانت معها، ولكن تحرك القطار قبل أن تصلا .

أكمل المدثر قصته قائلا، حاولت السيدة اللحاق بالقطار، ولكن فجأة سقطت هى والطفلة، التى كانت معها، تحت عجلات القطار وتمكنت هذه السيدة من اخراج الطفلة قبل وصول عجلات القطار اليها وانهارت، وبدأت تستغيث بكلمات ” إلحقنى يا إبنى ” وحينها كنت قد إقتربت أكثر من باب العربة عندما كان هناك صياح خارج العربة، وإستغاثات على المحطة، وما إن سمعت كلمة إلحقنى يا ابنى حتى قفزت من العربة، ونزلت أسفل القطار معها، ولكن وجدتها قد بترت قدمها، وبدأت في عدم القدرة على الحركة، أو إنقاذ نفسها فقمت برفع رأسها بسرعة بعد أن كادت عجلات القطار تصل اليها ولكنّ، والحمد لله على حال لحقتني عجلات القطار وبترت ذراعى، وأضاف المدثر أنه شعر بأنها والدته عندما قالت له يا ابني واعتبرها والدته بالفعل ، وأنه راض بقضاء الله وقدره، وأنه لو لم يفعل ذلك سيشعر بالندم طوال عمره.

بالحق إنّه فِعلٌ عظيم تقشعِّر له الأبدان، وهذا ما ظلّلنا نتحدّث عنّه دائما، بأنّ حواء السودان قادرة في كُل الظروف على انجاب أمثال أحمد المُدثر، وينأى بنا هذا الفِعل عن محطة الأفعال السالبة (المُكتسبة) التي نراها هُنا وهُناك، والتي تبدُر من شبابٍ بلا شك لم يجدوا من يأخذ بأيديهم، ويغرس فيهم بذرة البطولات، ولم يستظلوا بشجرة المحنة لكي يجدوا فيها من يُحدثهم عن المآثر الحميدة، والقيم الموروثة، ومن يُحدثوهم عن إيثار الغير والتفاني لأجلهم، وهي قيم أصيلة من قيّم ديننا الحنيف.
سلامتك أيّها البطل رفيق من فتحوا صدورهم عارية لرصاص عُشاق السُلطة.
دُمت ودام السودان بخير.


Leave A Reply

Your email address will not be published.