تجييش المواطنين لمصلحة من … تشكيلات عسكرية و قنابل موقوتة أم وسائل ضغط سياسي

 

ثمة ملاحظة ظهرت خلال الفترة الماضية, وهي كثرة تسمية التشكيلات العسكرية في مناطقة متفرقة بالسودان, مثل قوات درع الشمال, قوات الصمود المشتركة, وقوات درع الوطن وغيرها من المليشيات التي تشكل نفسها في الولايات. وبالضرورة يطرح ذلك عدة تسالات حول طبيعة تكوين تلك المليشيات او التشكيلات العسكرية؟ والغرض منها؟ وفي مصلحة من تتعدد التشكيلات العسكرية؟ وهل للوضع السياسي والأمني سبب في وجودها, وهل اصبح سياسة أخذ الحقوق بالقوة أمر واقع امر وسيلة ضغط سياسي عسكري من اجل مكاسب سياسية؟ وهل هي كما يقول البعض انها صنيعة المخابرات الاجنبية؟.

الخرطوم: صلاح مختار

كلها فرضيات في سياق الازمة السودانية،  تزيد الوضع قتامة لايبدو أن الحل بذلك الشكل يكون مرضياً للجميع . اذا لمصلحة من تجييش المواطنيين؟
اظهار قوة
وكانت قوات ما سمي بـ(درع السودان) نظّمت في أول نشاط لها عرضاً عسكرياً بمنطقة الجبال الغُر في سهل البطانة وسط السودان. وأكّد عضو هيئة القيادة في درع السودان “وليد الشوبلي” لسودان تربيون” وقتها : “إنّ إظهار القوة الذي جرى بالبطانة يمثل قطاعاً واحداً، قوامه 35 ألف جندي وإنّ العدد الكلي للمقاتلين في كافة القطاعات يزيد عن ذلك بالآلاف”. وقال: “المقاتلون يقبلون بكثافة للانضمام إلينا، ولدينا معسكرات تعمل على تدريب المقاتلين وإعدادهم”وقطع القادة العسكريون لهذه القوات بأنها مستقلة لا ترتبط بحزب سياسي أو قبلية ولا تتبع لأيٍّ من القوات النظامية، وتسعى لصون وحماية أقاليم من شمال وشرق ووسط السودان، في وقت تتكاثر فيه الجيوش والمليشيات بالبلاد ويتداعى السلم والأمن الأهليين.
الواقع القائم
وأكّد أبو عاقلة كيكل” الذي أعلن عن نفسه قائداً عاماً لتلك القوات في كلمة أمام حشد من الجند: “إن الواقع القائم هو الذي فرض إنشاء هذه القوة لتحفظ الأمن وتعيد التوازن الاستراتيجي بالبلاد، في ظل اتفاقية جوبا التي ظلمت وسط وشمال وشرق السودان وكانت سبباً في قيام درع السودان” وأعلن كيكل: “إن الهدف الاستراتيجي من تكوين هذه القوات هو الدفع نحو قيام ترتيبات أمنية تشمل جميع المليشيات وتفضي لتشكيل جيش وطني موحد” وقال: “عندما يتم دمج قوات الحركات المسلحة وقوات الدعم السريع بالقوات المسلحة السودانية حينها يمكن دمج هذه القوات، وإلا فستظل قوات الدرع لحماية السودان”.
كيان الوطن
وفي نوفمبر 2022 أعلنت جماعة من الضباط المعاشيين من داخل الخرطوم عن تأسيس حركة مُسلحة تحت مسمى “كيان الوطن” قالوا إنها تسعى لإلغاء اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية عام 2020 مع حركات مسلحة من إقليم دارفور وغيرها، وحماية مصالح سكان وسط وشمال السودان،وسمت تلك الحركة المتحدث الأسبق باسم الجيش، العقيد (م) الصوارمي خالد سعد، قائداً عاماً لها، ثم اعتقلت السلطات العسكرية الصوارمي لأيام قبل أن تخلي سبيله.
الامر السهل
لا يستبعد المختص في الشئون العسكرية د. ابوبكر ادم أن يكون وراء تنظيم عسكري وجود عمل استخباراتي موازي للحالة السياسية الموجودة بالسودان وقال لـ(سودان لايت) ليس بالامر السهل او الهين أن تقوم بتشكيل قوات بهذه الضخامة وتعلن عنها في ظل الظروف التي تعيشها البلاد، وقال اذا نظرت إلى بيان تلك القوات ترى أنها قامت بسبب ضعف الدولة والسيولة الأمنية والسياسية وبالتالي هي قوات انشات لأغراض الضغط السياسي وليس العمل العسكري مثلها مثل الحركات المسلحة التي عرفت بانها مقاتلة للنظام السابق وجاءت وفق اتفاق سياسي. وقال ليس بالضرورة الطموح الشخصي وراء التشكيلات ولا اظن في مثل هذه الأمور تتحكم فيها الدوافع الشخصية ولذلك هناك عمل مخابراتي لدول لديها مصالح في السودان تريد من خلال الخطوة عمل توزان وضغط على القوى السياسية من اجل تقديم تنازلات في عملية الحوار الجاري.
درجة الخطورة
ولكن من وجهة نظر المحلل العسكري، العقيد عمر أرباب فإنّ النظام الحالي يسعى لزيادة السيولة الأمنية ورفع درجة المخاطر التي قد تنجمُ عن تنحيه من السلطة، بخلق مزيد من القنابل الموقوتة، والشاهد على ذلك وفق حديثه لسودان تربيون غض الطرف عن هذه الممارسات الخطرة، فلا يعقل أن يقوم شخص بعقد مؤتمر صحافي في قلب الخرطوم ويعلن تشكيل حركة مسلحة، فيعتقل لأيام ثم يخلى سبيله، هذا يشير إلى أن هذه الأمر تمَّ بتدبير من النظام أو أنّه يباركه.
الدفاع الشعبي
وسبق أن قال رئيس الحركة الشعبية التيار الثوري الديمقراطي ياسر عرمان إن هناك محاولات لإعادة الدفاع الشعبي في الولايات. واوضح عرمان في تغريدة (هنالك محاولة لإعادة تموضع الدفاع الشعبي في الولايات باسماء جديدة وتحت قيادات من النظام البائد كانوا فى القوات النظامية وهذا مضر بالسودان قبل أن يضر بثورة ديسمبر).
دوافع شخصية
ولكن الضابط السابق بالقوات المسلحة علي عيسى عبد الرحمن كتب داخل مجموعة في تطبيق واتساب مخصصة للضباط من الدفعة قائلاً: “ربما تنحصر الدوافع التي قادت لتلك الخطوة في أحد أمرين هما: الدافع الشخصي وراء ما قام به الصوارمي ومجموعته أو قد يقول قائل إنّ تلك صناعة الاستخبارات العسكرية، لإدارة الأزمة بما يتسق مع خطاب البرهان بكل من حطّاب والمرخيات وتحذيراته المستميتة للقوى السياسية من الاستعانة بالقوات المسلحة للوصول إلى الحكم.”


Leave A Reply

Your email address will not be published.