المخدرات.. خطر يدفع الشباب نحو المجهول

الخرطوم – سودان لايت

 

 

انطلقت في هذه الايام عدة حملات اتخذت عدة شعارات و اوسمة لمكافحة المخدرات بين أوساط الشباب من المجتمع السوداني وتبين خطورتها والتي يعد اخطرها مخدر ” الآيس” او الكريستال المصنع كيميائيا والحشيش الأفغاني، أو ما يُعرف بـ”النوتيلا” يتصدّر قائمة المخدرات الأكثر ترويجاً بالسودان، يليه مخدر الآيس كريستال الفتّاك الذي يُعرف بـ”مخدر الشيطان”، الذي انتشر بسرعة رهيبة مؤخراً وأصبح موجوداً بشكل مُرعب وسط الشباب والطلاب، وبعد ظهور الأنواع المغشوشة أو المخلوطة بمبيدات حشرية لتقليل السعر صارت خطورته أعلى. ومخدر “الآيس” أو “الشابو” أو “الكريستال ميث” مادة نشطة تؤثر على الجهاز العصبي وترفع درجة حرارة الجسم وتؤدي إلى الموت المفاجئ ، ومن وابرز تلك الأوسمة هي وسم  الحق – ولدك، كما دشن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الحملة الوطنية لمكافحة المخدرات تحت شعار “سودان خال من الإدمان بنهاية العام ٢٠٢٣م”، وذكر البرهان أن الهدف من الاجتماع قيادة حملة وطنية لمكافحة تعاطي وتداول المخدرات التي أصبحت خطرا داهما يهدد مستقبل الشباب.

 

 

ويرى بعض المختصين ان محاربة الظاهرة لا يمكن ان يكون بين يوم وليلة لان المخدرات اصبح أنواعها، وبالرغم من مجهودات السلطات في محاربة الظاهرة اخرها ضبط الإدارة العامة لمكافحة المخدرات وبالتنسيق مع جهاز المخابرات العامة، مصنعا لإنتاج حبوب الكبتاجون المخدرة، تم إدخاله عبر دولة مجاورة بإقليم النيل الأزرق، وأفاد تعميم للمكتب الصحفي للشرطة، الجمعة الماضية، أن المصنع ينتج حوالى (7.200) حبة في الساعة وتبلغ قيمة الحبة الواحدة مبلغ 4 آلاف جنيه، وكانت قوة مشتركة أوقفت بإقليم النيل الأزرق، ثلاثة متهمين بينهم صبي ونظامي، بعد دخول المصنع للبلاد بواسطة أجانب، ومازالت المبادرة التي تدعو لمحاربة المخدرات تزداد يوم بعد يوم، فهل سيكون السودان في هذا العام خالي من المخدرات؟.

 

استفاقة متأخرة..

وعن هذه الحملات إسار استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان د.علي بلدو ان هذه المبادرة هي تحصيل حاصل واستفاقة متأخرة من غيبوبة مزمنة دخل فيها الواقع السوداني منذ فترة طويلة، و بعد ان اصبح هنالك مدمن او مدمنة في كل بيت سوداني، واصبح هنالك حوالي واحد من كل أربعة من طلاب الجامعات يعاني بشكل او اخر من مشكلة الإدمان على الايس او غيره من المخدرات ، وأوضح بلدو انه يمكن النظر إليها في انها عبارة عن صرخة في وداي الصمت ، وعن توجه المجتمع نحو التعامل ظاهرة الإدمان ، أشار الى انه قد نوه إلى هذه المشكلة قبل فترة طويلة جدا.

نتيجة طبيعية للوعي.

كما أوضح بلدو ان ما يحدث من توعوية هو نتيجة طبيعية للوعي و زيادة الثقافة النفسية والصحية في المجتمع السوداني، وكذلك نتيجة للمخاوف المتعددة من مضاعفات الإدمان كالمشاكل الأخلاقية والانحرافات السلوكية والجرائم والاغتصاب والقتل والسرقة والحرق، بجانب الجرائم المستحدثة والنهب المميت والتنمر بجانب ارتفاع معدلات الانتحار واذى الناس والخلافات الزوجية ، ومعدلات الطلاق المرتفعة كلها مربوطة بشكل او باخر بمشكلة الإدمان بحيث ان الان السودان اصبح وطنا مسطولا بامتياز.

 

المبادرات وحدها لا تكفي

 

ومضى بلدو بعيدا في هذا الامر ليشير ان المبادرات وحدها لا تكفي و انما يجب ان تكون لها اذرع عملية في موضوع العلاج والتأهيل وتنقية المجتمع ،على ايدي المختصين والخبراء في الامر لدرجة ان حسن النية والطوية الرغبة الصادقة وحدها لا تكفي على اعتبار ان الإدمان والتعاطي هو مشكلة طبية تحتاج إلى مختصين واستشاريين في الامر، وأشار يجب لمن يودن المساعدة في ذلك توفير المعينات والدعم اللوجستي والمادي للمساعدة على نشر ثقافة التعافي من الإدمان ومراكز الإدمان والمستشفيات ،او مد جسور التواصل مع فئة المدمنين بكافة اشكالهم نساء و رجال ، بعد ان أصبحت هنالك نسبة عالية من الفتيات و الشابات يتعاطين و مدمنات ، ويكون الصحيح ان نلحق ابناءنا وبناتنا وحتى نلحق انفسنا بعد ان انتشرت وسائل الترويج في المأكولات والمشروبات، بحيث اصبح كل من يعيش في السودان هو يأكل او يشرب او يتنفس عرضة لان يكون ضحية للإدمان، سواء عرف ذلك ان لم يعرف ،وختم بلدو حديثه بالإشارة الى ضرورة التوسع في الثقافة وبث التوعية الطبية النفسية، واحتلال مساحات واسعة في الاعلام بهذه المشكلة، مع ضرورة الاستنارة بآراء الاستشاريين والخبراء حتى لا يصبح الامر هو مجرد نوع من أنواع التعاطف والتعاضد الاجتماعي دون رؤية علمية و دون سند او أساس طبي مختص ، و حتى لا تؤدي الدعاية الى اثار سالبة ونخرج من المشكلة لنقع في مشكلة أخرى ، وهذا يحتاج للتعقيب والتعاون والتنسيق و إعطاء الخبز لخبازه وإعطاء كل ذي حق حقه من اجل وطن معافى من الإدمان ، وان يكون السودان خالي من الإدمان بكافة اشكاله وهذا يحتاج الى الكثير من الجهد وتضافر الجهود حتى يصبح مجتمعنا امنا نقيا وسالما، ونادى عدد من الأطباء بأهمية العلاج للمدمنين وضرورة تكامل جهود الدولة والأسرة ومراكز العلاج لمحاربة تفشي هذا الوباء.

 

لن تنجح.

وقال خبير إدارة الأزمات بمركز البحوث الاستراتيجية اللواء امين إسماعيل مجذوب عن رايه في نجاح هذه المبادرة انها لن تنجح لان عصابات الترويج أصبحت أقوى من الدولة، وعن مضاعفة استخدام المخدرات قال استشاري العناية المكثفة و الطوارئ طارق الهادي متحدثا عن المعاناة التي يسببها مخدر الآيس ان هنالك شاب أتوا به المستشفى و هو في حالة خلل وظيفي في كل الأعضاء والسبب الرئيسي هو ادمانه للآيس ، وعانى ما عانى و كل الجهود كانت مبذولة لاتقاده والغسيل كان بصورة يومية، وأضاف مثلما معلوم في الكتب ان هذا المخدر ليس له علاج ، و أوضح ان المخدرات تجارة ربحية من اجل جني المال لذلك هي غالية جدا، وأشار الى ان حجم الكميات التي يتم اكتشافه في السودان كل يوم من القوات الأمنية ويتم اكتشافه ب”الكونتيرات” ليس الغرض منه التجارة بل الغرض من هو ليس الربح، واكد الهادي ان الخلاص منه شبه مستحيل و يتم توزيع الجرعات الأولى منه مجانا ،ويخدع به الشباب بانه يعطي لياقة وطاقة، وختم الهادي حديثه ان نهايته هو انه سيقتلك.

 

مصلحة جهات من الدولة

ومن جانبه الخبير الاستراتيجي علي يوسف قال موضوع خطير ، واصبح يشكل في تقديره الخطر الأول بالنسبة للسودان ، والسبب يبدو انه انتشر موضوع المخدرات بشكل كبير جدا خصوصا بين الشباب ، وهذا الانتشار سببه كان هنالك جهات في الدولة نفسها في مصلحتها ان تنشر المخدرات بين الشباب من اجل يؤثر على نشاطهم السياسي و تأثيرهم في موضوع السياسة والمجتمع والثورات التي تقوم ضد الأنظمة الدكتاتورية القمعية، وعندما يكون هنالك ٣ خطوط دفاع رئيسية هي الدولة نفسها والحكومة والأجهزة الأمنية والشرطة وأجهزة مكافحة المخدرات، هنالك المجتمع نفسه المجتمع الموجود ومساهمته في مكافحة المخدرات الذي يعتمد على الاسر والمجتمع طريقة تحركه تكون عن طريق المنظمات الطوعية الغير حكومية التي تعمل ضد مسالة المخدرات واستخدام الشباب للمخدرات ، والضلع الأخير هو موضوع الاسرة، وهي اقرب الناس للشباب وهي التي تشرف على الشباب وتصرفاتهم و أوضاعهم، و الثلاثة خطوط دفاع سابقة الذكر مهمة جدا, والثلاثة جبهات هذه لم يكن هنالك تنسيق بينها، وخطوط مفتوحة بينها فالعمل العام سيضعف جدا، وسيصبح انتشار المخدرات امر صعب جدا، واهم دور هو دور الشرطة و الأجهزة الأمنية، التي يجب ان تكون جادة في مكافحة المخدرات، وليس بعد الاستخدام، بل قبل ان تدخل، وبعض الدول المحافظة قررت تذهب الى مصادر المخدرات نفسها ومنابعها.

 

اهم خط دفاع

وأشار علي ان اهم خط دفاع هو الأجهزة الأمنية والشرطية والمجتمع له دور في المحاربة من حيث التوعية ونشر ثقافة المخدرات ويأتي دور الاسرة غي النهاية في ان كل اسرة تخلي بالها من أولادها وتصرفاتهم وصحتهم ،بدلا من ان تكون القصة غير معروف تسير في اي اتجاه، والعمل بين هذه الاضلع مهم و دور الاسرة يكون دور مفتاحي ، هل هنالك تكامل ، برغم من وجود دور كبير من الدولة بدرجة كافية ، أشياء وقائية من المصادر والموزعين الاساسين لها ، وهنالك جهد كبير و من أهمها الجهد الإعلامي ومن خلال التوعية بضرورة المخدرات في انه هنالك اطراف لها علاقة بتوزيع المخدرات و يبتدروا وسائل عديدة لنشر المخدرات في أوساط الشباب وفي المدراس والجامعات ، وكل أماكن تجمع الشباب وهو اكبر خطر يواجه السودان الان وتنمى ان يكون هنالك دور فاعل للمنظمات التوعية التي ممكن ان تمارس دور فاعل من الرعاية والمتابعة.


Leave A Reply

Your email address will not be published.