محمد الجزولي يكتب: اتعبتهم يا هلال !
لا جديد يذكر بل قديم يعاد بالشولة والنقطة والسكون، فقد أنهى الهلال النصف الأول من الدوري الممتاز في الصدارة وبفارق نقطتين في حال فوز المريخ على الوادي وقد يزيد الفارق اذا كان للوادي رغبة في الفوز.
الارقام القياسية في الدوري السوداني الممتاز، ماركة مسجلة باسم الهلال وعليها ختم سيد البلد، دون منافسة من الباقين بما فيهم المريخ الذي نحسب له شرف المحاولة.
كان بامكان الهلال أن ينهي النصف الأول بالعلامة الكاملة لو لا ظلم التحكيم الذي اناب عن كل المنافسين وتسبب في تعثر الأزرق أمام الأهلي وكوبر والمريخ تحت شعاره المعروف (ظلم الهلال عدالة).
فالهلال الحالي حلق في الصدارة بعطاء لاعبيه وعرقهم الجزيل وبدهاء مدربهم وبالترتيبات التي قامت بها دائرة الكرة وبالاهتمام الكبير من مجلس الإدارة.
كل الذي كان يحتاجه الهلال في المباريات هو عدالة التحكيم، أما المنافسون فهو قادرعلى ردعهم واجبارهم على الاستسلام لأن الفارق بينه وبينهم كبير و شاسع.
في 17 مباراة كان الهلال هو الطرف الأفضل دون نقاش أو جدال وقدم مباريات جميلة، مع تراجع الأداء في بعض المباريات التي سبقت مباراة القمة ومع ذلك كان هو الطرف الأفضل.
فقد اتعب هذا الهلال الاتحاد وحكام الممتاز ولم يجدوا منطقة وسطى للتعامل معه وكبح جامحه غير الاتفاق على ظلمه وبالرغم من ذلك طارإلى الصدارة وترك لهم الحسرة والخذلان.
حتى اذا كان الهلال بعيداً عن مستواه أو ليس في يومه فقد لعب بفخامة اسمه وتاريخه العريق وقال للجميع من أول مباراة.. السلام عليكم وعليكم السلام.
بدأ الحكاية وختمها في آن واحد لأنه واثق من نفسه وجماهيره أكثر ثقة فيه، ومدركة أن هذا الفريق قادر على تقديم ما يؤكد به أنه الفريق الأفضل في السودان والثابت الوحيد في حساب الأرقام.
اتفقنا أو اختلفنا فإن أفضلية فلوران لا تحتاج إلى الحسم عبر التصويت أو جلسات التفاوض ولا العرف لأنه أكد بيانا بالعمل أنه مدرب من طينة الكبار والارقام تؤكد ذلك.
لكن إحقاقا للحق فإن مدير الكرة عبدالمهيمن الأمين هو الجندي المجهول في حكاية ورواية هلال النصف الأول فقد احسن الترتيب والتنظيم بمساعدة مساعديه سيف مساوي والفاضل حسين الذي تم تحويله للمكتب التنفيذي.
ولا يمكن أن نتحدث عن نجاح مشوار النصف الأول دون أن نذكر رئيس القطاع الرياضي محمد ابراهيم العليقي الذي يعمل في صمت ووفر أجواء مثالية للفريق ووضع الكرة في ملعب اللاعبين.
هذا هو مشروع الهلال الذي يخطط له مجلس الإدارة فقد بدأ بالتأهل لمرحلة المجموعات ومن ثم الفوز بكأس السودان والآن ينهي النصف الأول في صدارة الممتاز.
وهذا يجعلنا نطرح سؤالاً إلى أهل النادي إياه: فمتى تتخلصون من الأسطوانات القديمة وانتظار هدايا الحكم، والتذرع بالمبررات الواهية وتشقوا طريقكم نحو المنصات لوحدكم دون مساعدة من صديق.
مجاراة الهلال صعبة ومرهقة، ومن يرى غير ذلك فليسأل التاريخ، فقد اتعب محبيه بالافراح وحساده بالارقام التي لا تكذب.. فالصدارة زرقاء ولا تسألوني عن باقي التفاصيل.. فالوصيف والطيش في عرفه واحد والتاريخ يذكر البطل.
خلاصة القول: لقد حاول الاتحاد أن يساعد الآخرين المتألمين من انتصارات الهلال تارة بالنفوذ وأخرى باللجان وثالثة بالصافرة، وفشلت كل حيلهم ولم يبق لهم سوى الفرجة على قافلة الأزرق التي تسير بثقة رغم الأشواك.
وفي الختام.. الهلال ثابت وغيره متحرك.. والسلام.