بشير أربجي يكتب: تحت التعذيب !!!!!!!!!!

أخيرا وبعد مطاولات كثيرة وتسويف لا حد له أثبت الطب الشرعي أن إبن حي الصحافة مدثر كمال توفي تحت التعذيب، والذي تعرض له حسب الوقائع والأدلة بقسم شرطة الإمتداد القريب من منزل أسرته والذي أحتجز فيه لمدة 24 ساعة قبل أن يتم الإتصال بصديقه ليخبر أسرته لتحضر لأخذه جثة هامدة عليها آثار التعذيب بمشرحة أمبدة، ولابد أن الجميع تابع ما حاولت أن تقوم به الشرطة حينما أوقفت إجراءات التشريح في المرة الأولى بعد رفض أسرته إستلام الجثمان البادية عليه آثار التعذيب، وكيف أن الشرطة طالبت بأخذ عينات من أمعاء الشهيد مدثر فى محاولة لقتله مرتين وللإدعاء بأنه كان يتعاطي المخدرات، وهو ما فشلت فى إثباته بعد أن أثبت الطب الشرعي وفاته تحت التعذيب الشديد والضرب بآلة حادة في أماكن من جسمه، ولولا وقفة أسرة الشهيد وثوار منطقة الصحافة خلف الأسرة لما استطاعت الأسرة التوصل لهذه النتيجة المعروفة للجميع رغم أرجحيتها التى لم يشكك بها أحد حتى قبل ظهور النتيجة، والشهيد مدثر كمال ليس الأول في تلقي التعذيب المفضي للموت منذ أن جاء نظام القتلة للحكم بليل في الثلاثين من يونيو 1989م، ولن يكون الأخير طالما أن الإنقلابيين موجودين على رأس السلطة ويمكنهم أن يقتادوا مثل مدثر وبهاء نوري وغيرهم ويعيدونهم جثثا هامدة بكل برود القتلة، فضلا عن أولئك الذين يذهب بهم عسس السلطة الإنقلابية بليل ولا يعودون إطلاقا أو المختفين قسريا الذين من الراجح أن جثامينهم الطاهرة مكدسة بالمشارح مع جثامين مفقودي مجزرة فض الإعتصام بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وهو أمر سيتكرر إن لم تتوحد كل قوى الثورة المجيدة وتقف صفا واحدا كما وقفت من ديسمبر الي أبريل وأسقطت حكم المخلوع ونظامه البائد.
وما يحدث من القوات النظامية والمليشيات المسلحة بالبلاد أمر يستوجب وقفة قوية من كل الشعب السوداني وثواره الأماجد، كما أنه يستوجب وقفة أخلاقية أيضأ من قادة الدول التي تحاول فرض تسوية على الشعب السوداني مع قادة هذه القوات النظامية، وكما أشار الزميل الأستاذ عبد الله رزق فقد فرض الإتحاد الأوروبي عقوبات شملت 11مسؤولا إيرانيا على رأسهم وزير الإتصالات وقادة أجهزة الشرطة الدينية، بجانب 4 من الكيانات ذات الصلة بسبب مقتل (مهاسا أميني) فى إحدى حراسات الشرطة الدينية بطهران متوعدا بمزيد من العقوبات، فإن الأخلاق تحتم على من يقودون جهود التسوية المرفوضة من الشعب السوداني التعامل مع هذا النظام بمثلما تعاملت مع مسؤولي إيران، حتى لا يكون الهدف من تدخلهم الدفاع عن مصالح إسرائيل فقط وليس استنكارا للفعل نفسه، فالحدث هو نفسه والفاعل هو نفسه مع إختلاف الأماكن والظروف المحيطة فقط، فهل سنشهد موقفا حازما من الإتحاد الأوروبي فى قضية إستشهاد مدثر كمال أم أنه سيواصل جهود تسويته المرفوضة، وأي كان ما سيحدث خارجيا فى هذا الملف الخطير جدا لابد أن تضغط كل قوى الثورة المجيدة وعلى رأسها القوي السياسية ولجان المقاومة ومحامو الطوارئ من أجل تقديم القتلة للعدالة ومحاسبتهم على هذه الجريمة حتى لا تتكرر مرة أخرى، والتي قد يكون إرتكبها عناصر قسم شرطة الإمتداد لأنهم شاهدوا قتلة الشهيد بهاء نوري طلقاء رغم تعذيبه من قبلهم حد الموت وتسجيلهم إعترافا بذلك، وقبل ذلك لابد من إسقاط هذا الإنقلاب العسكري المشؤوم الذي أودى بحياة 118شهيد خلال أحد عشر شهرا فقط.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.