حوار البرهان ولقمان!!.. يوسف عبد المنان
أثارت إطلالة رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان عبر تلفزيون السودان في الحوار الذي أجراه مدير التلفزيون لقمان أحمد ردود أفعال واسعة مما يؤكد على أهمية الحوار وقد تابعه الكثيرين بشغف لعدت أسباب أولها ضبابية الموقف السياسي من جهة وشخصية الفريق البرهان الذي يميل إلى الصمت وشح الظهور في أجهزة الإعلام
الحوار بدأ كأنه ما بين مدرسة الواقعية السياسية والبرغماتية العسكرية وبين قوي الحرية والتغير واشواقها في العودة للسلطة وتبدت على السيد لقمان روح السياسي الملتزم تنظيما أكثر من الإعلامي الباحث عن إجابات للأسئلة الملحة في الشارع وقد تجاهل الفريق البرهان ومحاوره لقمان قضايا معاش الناس والضنك الذي يكابده عامة الناس بسبب سياسية ومنهج اقتصادي رأسمالي جشع أنهى ما يعرف بدولة الرعاية الاجتماعية التقليدية وافرز دولة جشعة تخلت عن أي مسؤوليات عن الصحة والتعليم والرعاية الأولية وتركت المواطنين في العراء مما فاقم من الانحرافات الاجتماعية وتفشي البطالة والجوع في المدن وتبع ذلك بوادر انفراط في عقد الأمن
ولم يتذكر السيد لقمان وربما اقتضت ترتيبات ما قبل اللقاء حذف بعض الأسئلة الملحة أو تجاهلها مثل إغلاق طريق الصادرات إلى مصر ومن قبله إغلاق الميناء مما أدى لكساد في الأسواق وعزوف المصدرين عن تصدير المنتجات الزراعية والحيوانية واثر ذلك على الحياة العامة والفجوة بين الإيرادات والمنصرفات
وتجاهل البرهان ومحاوره قضايا الحكم بالولايات والحكم الذاتي لبعض الأقاليم والتعقيدات في العلاقات الأفقية والراسية بين الحكام والولاة مثل دارفور
الحوار أجاب على انشغالات قوي الحرية والتغير أكثر من انشغالات الشعب السوداني وأثبت البرهان مرة أخرى بأنه رجل دولة فطن جدا ويحسب خطواته بدقة شديدة وان منافسيه أو خصومه في الساحة يخطؤون في الحساب السياسي كشأن القوى المدنية دائما في تعاطيها مع العسكر فالأحزاب التي كانت تصف جعفر نميري بطيش حنتوب انتظرت سته عشر عاما لإزاحته من السلطة ولم تتعلم من ماضيها ونظرت البشير بمجرد تلميذ يأتمر بأمر شيخه حسن الترابي وأنه سيسقط تلقاء نفسه حتى بلغ حكمه ال٣٠ عاما والان تصف البرهان بالانقلابي ولا تدرك قوة الرجل وتمدد علاقاته الخارجية والتحالفات الداخلية التي نسجها ولا يعلم الا الله كم يمكث الرجل في القصر